علاج سهل يتجاهله ملايين المصابين يساعد على قرح الساق المستعصية على الشفاء

علاج سهل يتجاهله ملايين المصابين يساعد على قرح الساق المستعصية على الشفاء




يعاني ملايين البشر كل عام من قرح وريدية مؤلمة موهنة بالساق، كما يعانون أيضا من المراحل التي تسبق ذلك وتقود إلى إصابتهم بهذه الحالة.
 
غير أن الوقاية سهلة. ولهذا، يطلق الأطباء الآن حملات لتقليل القرح الوريدية بنسبة 50 في المائة.
 
وتقول الدكتورة شيري سكوفيل، جراحة الأوعية وأستاذة الجراحة بكلية الطب بجامعة هارفارد: «هذه مشكلة طويلة الأمد تتطلب منا الانتباه».
 
قرح الساق الوريدية 
عادة ما تصيب قرح الساق الوريدية (venous leg ulcers) وهي جروح مفتوحة على الجلد لا تندمل في الجزء الداخلي من الساق ما بين الكاحل ومنتصف الربلة.
 
وتستغرق وقتا طويلا كي تتكون، نظرا لأنها تعتبر المرحلة الأخيرة في تقدم المرض الوريدي.
 
وتبدأ الحالة بإصابة وريد بالدوالي (Varicose vein)، وهي حالة تسبب تجمعا دمويا.
 
وقد يتسبب الدم المتجمع في تورم الكاحل، وقد يؤدي التورم إلى تغيرات في الجلد، يميزها تحول لونه إلى البني، وهي حالة تعرف طبيا باسم «فرط التصبغ» (Hyperpigmentation).
 
وتقول سكوفيل: «تحدث القرحة حينما تتفكك طبقة الجلد ويؤدي شق صغير أو خدش إلى فتح الجلد».
 
وتضيف: «قد يؤدي الجرح المفتوح إلى تسرب سائل، نظرا لتضخم الكاحل. ويستمر الجلد في التفكك، ليكشف عن قرحة حمراء سميكة.
 
الوضع الطبيعي 
في الوضع الطبيعي، يتدفق الدم عادة عبر الأوردة متجها نحو القلب من خلال صمامات أحادية الاتجاه، تحول دون تدفق الدم إلى الوراء.
 
وفي حالة إصابة الوريد بالدوالي، لا تغلق الصمامات على الوجه الملائم، مما يسمح بتجمع الدم وتضخم الوريد وتحدث الدوالي، الأمر الذي قد يفضي إلى الإصابة بقرح جلدية مؤلمة.
 
العلاج في المعتاد
لا تزول قرح الساق الوريدية من تلقاء نفسها. وفي واقع الأمر، قد يتضخم حجمها إلى أن يقوم المصاب بالبحث عن العلاج. وتتمثل الخطوة الأولى في التحقق من الإصابة بمرض وريدي.
 
يستخدم الأطباء التصوير التشخيصي بالموجات فوق الصوتية لفحص الأوردة العميقة والسطحية والوقوف على المشكلة التي تعتري الوريد.
 
وبمجرد التعرف على المشكلة، يتمثل الأساس في علاج القرحة في تقليل التورم عن طريق استخدام إما العصبات أو جوارب الضغط مع وضع ضمادات أعلى الجلد المشقوق.
 
وتقول الدكتورة سكوفيل: «يعمل هذا على ضغط السائل خارج الساق، مما يسهل وصول الأكسجين والمغذيات إلى القرحة، بحيث تندمل».
 
وربما تكون إضافة العلاج بالأسبرين أو البنتوكسيفيلين فعالة في العلاج، مثلما هو الحال بالنسبة لرفع الساق أثناء الجلوس. وتوصي الدكتورة سكوفيل بإجراء فحوصات دورية بعد العلاج، حيث إن مرض دوالي الوريد قد يعود مجددا.
 
الوقاية 
يمكنك أن تمنع الإصابة بقرح الساق الوريدية في أي مرحلة.
 
وتقول الدكتورة سكوفيل: «لديك فرصة التعرف على الأوردة المصابة بالدوالي والتورم والتغيرات التي تصيب البشرة في كل خطوة، لمنع حدوث القرحة الوريدية. إذا اكتشفتها، يكون هناك لديك وقت لصنع شيء ما لدرء الحالة ومنع تكون قرحة»، فضلا عن ذلك، فإن الراحة مفيدة في منع حدوث القرح، خاصة إذا كانت لديك وظيفة أو كنت تزاول نشاطا يتطلب الوقوف لفترات طويلة.
 
لكن في نهاية المطاف، يتعين عليك علاج المرض الوريدي الأساسي لمنع حدوث القرح أو عودتها للظهور من جديد بعد الشفاء. وعادة ما يتم هذا في مكتب الطبيب، باستخدام القسطرة لتدمير الوريد المعيب من الداخل. وقد يكون ارتداء جوارب ضغط بديلا مقبولا أيضا لإجراء الجراحة.
 
وتقول الدكتورة سكوفيل: «يمكنك الوقاية من القرح تماما، إذا بحثت عن علاج للأوردة المصابة بالدوالي لديك».


,