هوس السرقة, عادة تصيب بعض النساء

هوس السرقة, عادة تصيب بعض النساء


يتميز المريض المصاب باضطراب هوس السرقة بعدم القدرة على مقاومة حوافز نفسية شديدة لسرقة أشياء من المتاجر وغير ذلك, لا لحاجة استخدام شخصي ولا لقيمة مادية في العادة تسرق هذه الأشياء لتعطي الآخرين أو لتعاد لمكانها بسرية أو لتحفظ وتخفي، وعادة ما يشعر المريض بالندم بعد فعلته هذه، وغالباً ما تكون السرقة عفوية وغير مخطط لها.
 
التشخيص ويتم تشخيص المصابين باضطراب هوس السرقة إذا ما توافرت لديهم تلك السياقات:   إخفاق متكرر في مقاومة الاندفاعات لسرقة الأشياء التي لا يحتاجها الشخص لاستخدامه الخاص ولا لقيمتها المالية.
 
إحساس متزايد بالتوتر قبل ارتكاب السرقة مباشرةً. الإحساس بالمتعة والإشباع (الرضا) أو الارتياح (التفريج) وقت ارتكاب السرقة. لا تُرتكب السرقة للتعبير عن الغضب أو الانتقام، وهى ليست استجابة لوهم أو هلاوس.
 
لا يعلل فعل السرقة من خلال اضطراب المسلك أو نوبة هوس أو اضطراب شخصية معادية للمجتمع.  الأعراض ومما لا شك فيه أن هذه الحالة تُصنف كاضطراب نفسي في قدرات السيطرة على السلوك.
 
وتشمل أعراضها جملة من العناصر التي تميزها عن أنواع سلوكيات السرقة بشكل عام، وهي: تكرار عدم القدرة على مقاومة الرغبة في الإقدام على السرقة، وسرقة أشياء لا حاجة للإنسان فيها، ولا قيمة شخصية لها لمن يسرقها، ولا يهدف السارق من وراء حيازتها أي منفعة مادية.    
 
الشعور بالتوتر، والإحساس به بشكل متعاظم مباشرة قبل إتمام سرقة ذلك الشيء. الشعور العارم باللذة والرضا والارتياح أثناء فعل عملية السرقة، بدلاً من الخوف. 
 
عدم وجود أي شعور بالغضب أو حب الانتقام من مالك الشيء المسروق أو من المجتمع أو غيره قبل إقدام المُصاب بهذه الحالة على السرقة.    الإقدام على السرقة ليس تحت تأثير أي نوع من الهلوسة الذهنية أو معتقدات ضالة تدعوه إلى وجوب القيام بالسرقة.  
 
مقاومة الاندفاعات  يكون المعنى الجوهري لاضطراب هوس السرقة من فشل الشخص المصاب في هوس السرقة مقاومة لاندفاعات سرقة أشياء لا يحتاجها الإنسان المضطرب، لاستخدامها في شئ خاص به وليس لقيمتها المالية.  
 
وغالبًا فإن هذه الشياء المسروقة إما أن يخفيها الشخص المصاب ويحتفظ بها، أو يرميها لعدم وجود منفعة من جراء الاحتفاظ بها، بالرغم من أن معظم هؤلاء الأشخاص يمتلكون المال لشراء مثل هذه الأشياء التي يسرقونها.  
 
وينتاب الشخص المصاب باضطراب هوس السرقة مثله مثل أى اضطراب فقدان السيطرة على الدوافع قبل القيام بالفعل، وإحساس متزايد من التوتر والقلق، وإحساس بالمتعة والرضا والارتياح وقت ارتكاب السرقة مصحوبًا بشعور بالذنب أو تأنيب الضمير أو الاكتئاب أو غير مصحوب بذلك .. ويتميز الشخص المصاب باضطراب هوس السرقة بعدم وجود خطة جاهزة لديه لأفعال السرقة التي يقوم بها ولا يقصد بها آخرين، ولا يقوم بالسرقة إذا شعر باحتمالية وقوع أذى عليه أو إمساكه.  
 
وإذا كان الشخص المضطرب ينتابه شعور بالقلق والاحساس بالذنب قبيل حدوث السرقة، إلا أنه لا يقوم بمثل هذه الأفعال للتعبير عن الغضب أو الانتقام ولا استجابة لأوهام أو هلاوس.  ويكمن الجوهر في تشخيص مثل هذه الحالات إذا كانت السرقة (القيام بالفعل) هى الهدف من تلك الأفعال أما إذا كان (الشئ المسروق) هو الهدف فلا يعتبر هذا اضطراب هوس السرقة.  
 
زيادة نسبة الإناث عن الذكور رغم أنه لا توجد إحصائيات معروفة ومحددة عن اضطراب هوس السرقة إلا أن بعض الدراسات أثبتت زيادة نسبة الإصابة في الإناث عن الذكور لتصل إلى 3 : 1، وتتراوح نسبة الإصابة بين الأشخاص المقبوض عليهم بتهم السرقة من 3.8 % إلى 24.%  الإضطرابات المصــاحبة ويعاني مثل هؤلاء المصابين باضطراب هوس السرقة باضطرابات أخرى عديدة، خاصةً الاضطرابات الوجدانية الجسيمة وليس على الأخص فقط الاكتئاب الجسيم، ويكون ذلك مصحوبًا باضطرابات القلق واضطرابات أخرى من السيطرة على الدافع مثل المقامرة المرضية، أو إدمان بعض العقاقير خاصةً الكحوليات.
 
الأسباب
1- العوامل البيولوجية: يعاني الكثير من المصابين باضطراب هوس السرقة من أمراض أخرى بالمخ وأحيانًا تخلف عقلي مصحوب ذلك بأنواع أخرى من اضطرابات السيطرة على الدافع.. وعصبيًا فهناك العديد من المصابين لديهم ضمور بقشرة المخ، أو تضخم بجيوب المخ مع خلل في ميكانيكية أيض مركبات المونوأمينز خاصةً السيروتونين.  
 
2- العوامل الوراثية: تزيد نسبة الاضطرابات الوجدانية في أفراد عائلة المصاب باضطراب هوس السرقة، وتصل نسبة الإصابة بالوسواس القهري في الأقارب من الدرجة الأولى إلى %7.
 
 الدراسات لم تتمكن الدراسة الأخيرة للباحثين من المركز الطبي لجامعة ستانفورد الأميركية من إثبات تلك الجدوى المحتملة لأحد العقاقير في معالجة حالات جنون الاختلاس، وهوس السرقة ذات الدافع الذي لا يُقاوم، «كليبتومانيا» kleptomania، أو ما تُترجمه معاجم اللغة العربية بحالات الدغر، لكن نتائج الدراسة أبقت الأبواب مفتوحة لاحتمال أن يكون ثمة علاج دوائي مفيد لهذه الحالات من أنواع السرقة الشائعة بشكل متفاوت ونسبي في المجتمعات المختلفة في العالم.  
 
الشعور بالذنب وحالة كليبتومانيا في الإقدام على السرقة ممتزجة بالشعور بالذنب إزاء اقترافها، وذلك عند سرقة أشياء غير ثمينة وغير لازمة لمن يسرقها، أو لا يُرجى من وراء الاستيلاء عليها أي منفعة مادية ببيعها أو استخدامها.
 
وغالباً لا يلجأ المُصابون بهذه الحالة إلى طلب العون الطبي خوفاً من تبعات الاعتراف باقتراف تلك السرقات وتداعياتها القانونية، وهي حالة مختلفة عن حالات سرقة المعروضات في المحال التجارية shoplifting .
 
وبالرغم من إشارة الموسوعة البريطانية وبعض المصادر الطبية إلي أن حالات كليبتومانيا غير شائعة، بل ونادرة، إلا أن باحثي جامعة ستافورد، ومصادر طبية أخرى، يُشيرون إلي أن أكثر من 2.1 مليون شخص يُعانون من هذه الحالة في الولايات المتحدة وحدها.
 
قال علماء أمريكيون أنهم نجحوا في تخفيف اضطراب هوس السرقة لدى المصابين به، بعد أن وظفوا عقارا نجح في إيقاف إفرازات المواد التي تثير المتعة لدى الإنسان، ومن ثم فإن السرقات لم تعد تقود المصابين إلى الشعور بالسرور لدى ممارستهم لدور اللصوص.
 
وقال باحثون في كلية الطب بجامعة مينيسوتا أنهم درسوا متطوعين مصابين بهوس السرقة من الذين كانوا يعانون من دوافع جارفة للسرقة، قسموا عشوائيا وتناولوا إما عقار «نالتريكسون»، الذي يعالج الإدمان، أو حبوبا وهمية.
 
ويقوم عقار «نالتريكسون» بمنع حدوث تأثيرات المواد الأفيونية المخدرة والتي يعتقد أنها تفرز داخليا عند حدوث السرقة، وبمعنى آخر فإن هذا العقار أوقف عمل جزء من الدماغ الذي يشعر بالمتعة عند تنفيذ الإنسان لعدد من سلوكيات الإدمان.  
 
وقال الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة «بايولوجيكال سايكتري» المعنية بعلوم الطب العصبي البيولوجية، إن عقار «نالتريكسون» نجح وبعد 8 أسابيع من العلاج، في خفض حدة الدوافع الجارفة للسرقة، كما قلل عدد السرقات، لدى المصابين بهوس السرقة، وكانت آثاره الجانبية خفيفة.
 
وقال الدكتور جون جرانت، الذي شارك في الدراسة “إن هؤلاء الأشخاص كان لديهم تاريخ طويل في السرقة، وعانوا من دوافع جارفة للسرقة، كما تحدثوا عن حصول (فورات) من الإثارة لديهم عند ممارستهم لسلوكهم هذا”.  
 
وأضاف أن “أعراض هوس السرقة تفترض أن هذا الاضطراب، مثله مثل اضطرابات الاندفاعات الجارفة عموما، ربما تكون ناجمة عن الإدمان وأنها تتشارك مع الإدمان في نفس الشبكات العصبية داخل الدماغ”. وبالرغم من عدم توافر إحصاءات عن أعداد المصابين بهوس السرقة فإن الخسائر الناجمة عن سرقاتهم تصل إلى مليارات الدولارات.


,